التفسير والمفسرون
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صثلى الله عليه وسلم .
نشأة علم التفسير :
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , حيث كان الصحابة يسألونه عن معنى بعض الآيات التي لا يعرفون معناها . مثل سؤالهم عن : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) الأنعام . وغير ذلك .
ومن الصحابة مفسرون :
الخلفاء الأربعة , وعبد الله بن مسعود , وعبد الله بن عباس , وأبي بن كعب ,وزيد بن ثابت , وأبو موسى الأشعري ,وعبد الله بن الزبير . رشي الله عنهم جميعا .
وأشهرهم في التفسير من الخلفاء : علي بن أبي طالب , ومن الصحابة : عبد الله بن عباس .
ومن التابعين مفسرون :
مثل : من أشهرهم :
أصحاب ابن عباس : كمجاهد , وطاووس , وعطاء بن أبي رباح , وعكرمة مولى ابن عباس وسعيد بن جبير .
ومن المدينة :مدرسة أبي بن كعب: زيد بن أسلم وابنه عبد الرحمن , . وأبو العالية ومحمد بن كعب القرظي .
وأتى بعدهم مالك بن أنس .
مدرسة التفسير بالكوفة:
قامت هذه المدرسة على يد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ومن أشهر من تتلمذ على يديه علقمة بن قيس، ومسروق، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي .
ومن تابعي التابعين :
سفيان بن عيينة , ووكيع بن الجراح , وشعبة بن الحجاج , ويزيد بن هارون , وعيد بن حميد . وكان هؤلاء الكرام إرهاصا لابن جرير الطبري .
أنواع التفسير :
التفسير بالمأثور :
تفسير الطبري ويسمى ( جامع البيان في تفسير القرآن ) .
من خصائصه أنه كان يجمع أقوال الصحابة والتابعين ويتحرى الأسانيد ويرجح بعضها على بعض , غير أنه كان أحيانا يغفل بعضها , ويذكر فيها غيير الصحيح .
وأكمل منه في الدقة والإسناد وفي بساطة العبارة ووضوح الفكرة تفسير ابن كثير .
التفسير بالرأي :
اختلف العلماء حوله بين مجيز وغير مجيز , والأرجح ما نقله السيوطي عن الزركشي وهو :
إذا كانت الشروط قد اكتملت للمفسر فلا مانع من محاولته التفسير ومن هذه الشروط:
• النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع التحرز عن الضعيف والموضوع .
• الأخذ بقول الصحابي ، فما كان منه في حكم المرفوع فيجب الأخذ به , وما كان في حكم الموقوف فيجوز الأخذ به .
• الأخذ بسليم اللغة العربية فبها نزل القرآن الكريم .
• أن يكون متوافقا ومنسجما مع الأحكام الشرعية .
ومن أشهر التفاسير التي تتافر لها هذه الشروط :
تفسير الرازي المسمى مفاتيح الغيب .
وتفسير البيضاوي المسمى ( أنوار التنزيل وأسرار التأويل ) .
وتفسير أبي السعود المسمى : إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم .
وتفسير النسفي , وتفسير الخازن .
والرازي بتخذ الاستدلالات الكلامية المنطقية ويدافع عن عقيدة أهل السنة والجماعة.
والبيضاوي : يعنى بتقرير الأدلة على عقيدة أهل السنة ولا يفوته التنبيه على قواعد اللغة .
إلا أنه ليس بالثبت فيما يرويه من الأحاديث في ختام كل سورة لبيان فضلها .فأكثرها غير صحيح .
وله حواش كثيرة أفضلها حاشية الشهاب الخفاجي .
أما أبو السعود فمن خصائص تفسيره :
بيان العقيدة الصحيحة , بيان وجوه إعجازالقرآن , أسلوبه عذب مشرق , يعتني ببيان وجوه البلاغة .
أما النسفي :
فيعنيه بالدرجة الأولى الدفاع عن عقيدة أهل السنة , والرد على أهل البدع والأهواء .
وتفسيره جامع لوجوه الإعراب والقراءات .ولا تفوته إشارات بلاغية وبيانية .
وعباراته شديدة الإيجاز .
وتفسير الخازن :
يعتني بالمأثور , لكنه لا يذكر أسانيده . ويشتمل على الكثير منالقصص والإسرائيليات .
أما القرطبي فقد اعتنى صاحبه بالأحكام الفقهية وذكر الأدلة حول كل مسألة ولهذا فقد سماه ( الجامع لأحكام القرآن ) فكبر حجمه ولا يسعف المبتدئ .
التفسير بالرأي :
إذا لم يحدث تعارض بينه وبين المأثور فكلاهما يؤيد الآخر ويؤازره .
وإذا حدث تعارض فالمأثور أولى بالاتباع .
ومن التفاسير المذمومة :
تفسير الكشاف للزمخشري والسبب ذكره لآراء المعتزلة وهو أمور تقدح في العقيدة إلا أنه مرجع في التفسير لمعظم من جاء بعده مع تحريهم لسقطات العقيدة عنده , وهو إمام في اللغة والبلاغة .
واغترف النسفي والألوسي منه اغترافا واضحا وعباراته منقولة بتمامها في كتب التفاسير المختلفة .
ومن المذموم : الفتوحات المكية لمحيي الدين بن عربي , وتبرئة الذمة في نص الأمة لشيخ الطريقة البرهانية محمد عبده البرهاني .وهي من تفاسير الصوفية وفيها من الشطحات ما لا أساس له من كتاب ولا سنة .
وتفسير الألوسي فيه شيء من كلام الصوفية ولكنه قليل لا يضعه في دائرة المذموم ونهجه نهج النسفي في البلاغة واللغة .
فمن أرد النكات البلاغية واللغوية فعليه بالكشاف للزمخشري , ومن أراد إعراب القرآن فعليه بأبي حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط .
وإذا أردنا المباحث الكلامية فعليه بالرازي .
ومن التفسير بالرأي في العصر الحديث :
تفسير المنار للشيخ رشيد رضا , والذي حاول فيه التوفيق بين آثار السلف والعصر الحديث , إلا أنه استمسك ببعض الآراء الضعيفة واستمات في الدفاع عنها بقوة وعناد .
وكان ذلك انسياقا وراء الموجة السارية حينذاك
ويطلق على هذا التفسير : تفسير هداية , ونفس الوصف للظلال .
أما الظلال فقد فاق كل ما ألف من تفاسير بالرأي , حيث يتكلم عن التدرج في إقامة الدولة الإسلامية والمجتمع المسلم , والتصور الصحيح للإسلام كعقيدة وشريعة . وخير من وصفه هو الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله : رجل يفسر القرآن وكأنما أنزل عليه !
وهو تفسير حركي للإسلام , وربط تاريخ الإسلام وأحداث الإسلام الأولى بواقع المسلمين اليوم .
وهو محض توفيق من الله عز وجل , والله تعالى يحفظ الإسلام والدعوة إليه بمن يشاء وبما يشاء .
ويحتاج قارئه إلى تفسير الألفاظ والكلمات .
وأختار لك أن تقرأ من التفاسير الآتي :
ابن كثير ( تفسير بالمأثور ) .
النسفي بالرأي
هذا من القديم .
ومن الحديث تقرأ :
تفسير المنار – تفسير السعدي – الصابوني .
تفسير الظلال .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
شعبان شحاته
Hudahuda2007@yahoo.com
الثلاثاء، 12 مايو 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق