زواري

من أنا

صورتي
أنا المدلل الغارق في آلاء الله ونعمه , قليل الشكر كثير الذنب , أحب الله جدا ولكن المعاصي لم تدع لي وجها أقابل به ربي وليس لي إلا أن أطمع في رحمة ربي الواسعة لعله يقبلني . وأنا واقف بالباب لن أبرحه فليس لي غيره.

الثلاثاء، 12 مايو 2009

من أسرار اللغة (1)

من أسرار اللغة في القرآن الكريم ( 1)
من سورة الفاتحة :
1 – ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
للتبرك بذكر اسم الخالق , اسم الذات وهو اسم الله العظيم الذي يشمل ويتضمن كل الصفات .
ثم ثني فذكر الرحمن الرحيم , ولم يقل القهار , أو المنتقم ؛ ليعلم القارئ أن هذا الكتاب إذا كان مصدره الله الرحمن الرحيم فهو إذن رحمة واسعة للعباد .
فعليهم أن يقبلوا عليه تلاوة وفهما وعملا وتطبيقا .
(وفيه تعليم للعباد كيف يتبركون باسمه ، وكيف يحمدونه ويمجدونه ويعظمونه ).

2 - ( الحمد لله رب العالمين ) :
ما السر في أن تكون الآية الثانية في القرآن الكريم ( أو الأولى على خلاف في كون البسملة آية من الفاتحة أم لا ) بعد ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ؟ .
ج ) إذا سمع المخلوق اسم الله المنعم المتفضل بجلائل النعم وعظائم المنن { بسم الله الرحمن الرحيم} فإنه ينطق على الفور : ( الحمد لله رب العالمين ) ؛ حيث يهتز قلبه الذي يملأه مشاعر الكرم والود والعطاء من الخالق الوهاب .
الحمد لله : أبلغ من : أحمد الله , أو نحمد الله , أو حمدت الله , أو حمدا لله .
لأن المعرف أفضل من النكرة : حمدا لله ؛ لأن النكرة قد تعني التقليل أو التكثير .
والحمد بالفعل : تنتفي منه صفة الثبوت التي تفهم من الاسم .
وقد يكون الحمد بالفعل ادعاء من العبد وليس صدقا .
أما ( الحمد لله ) فهوتعبير يعني ثبات الحمد لله ؛ لأنها جملة إسمية .
وأن الأمر ثابت لله , حمد الناس أم لم يحمدوا .
3 – اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ) .
فإن قيل ولماذا يطلبون الهداية وهم مهتدون ؟ . ج / ومعنى طلب الهداية وهم مهتدون طلب التثبيت وزيادة الهدى كقوله تعالى : { والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى } [ محمد : 17 ] ، { والذين جاهدوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } [ العنكبوت : 69 ] .
( إياك نعبد وإياك نستعين ) .
التقديم هنا للتخصيص ؛ فلا يعبد إلا الله , ولا يستعان إلا بالله تعالى .
ولم تأت الآية بصيغة المفرد : إياك أعبد وإياك أستعين .
لأن الإنسان بمفرده , أقل وأعجز وأحقر من أن يقف موقف المناجاة مع الله عز وجل .
كما أن المرء في مجموع العابدين والمستعينين أرجى للقبول .
الصراط : أصلها بالسين من الاستراط أي الابتلاع . واسترطه الطريق ابتلعه , إذا سار فيه وغاب عن نظرك .وتنطق بالزاي أيضا .
وهو بالصاد أفصح وهي لغة قريش والمصحف الإمام . ويذكر ويؤنث , كالطريق والسبيل .
فإن قلت : لماذا لم يقل : اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم ...؟ .
ج / الفائدة الأولى : أن التكرير أفاد التوكيد .
والثانية : بيان أن السبيل المستقيم , هو صراط المسلمين , غير المغضوب عليهم ولا الضالين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق