زواري

من أنا

صورتي
أنا المدلل الغارق في آلاء الله ونعمه , قليل الشكر كثير الذنب , أحب الله جدا ولكن المعاصي لم تدع لي وجها أقابل به ربي وليس لي إلا أن أطمع في رحمة ربي الواسعة لعله يقبلني . وأنا واقف بالباب لن أبرحه فليس لي غيره.

الثلاثاء، 30 مارس 2010

عظيمة خالدة يا لغة القرآن


بقلم: د. جابر قميحة
اللغة العربية من أغنى لغات العالم بالمفردات والمترادفات، وقد انقرضت كلها- على وجه التقريب- ولم يعد منها إلا آثار تاريخية في النقوش والمخطوطات، وهي الكنعانية والفينيقية والعبرية، والآرامية، والنبطية، والبابلية، والكلدانية، والسريانية، والهيروغليفية، والحبشية.

ولا يدل على مرونة اللغة العربية، واتساعها وشموليتها كثرة مفرادتها- التي تعد بمئات الألوف- فحسب، ولكن يدل على ذلك أيضًا كثرة الروافد، والطرائق التي تغذي اللغة العربية، وتسمح لها بالتوليد، والإضافات. كالقياس، والاشتقاق، والنحت، والتعريب، وغيرها.

وهذا يعني أنها لغة مفتوحة للتواصل الدائم على مدى العصور، وأن باب الاجتهاد فيها لم يغلق، ولن يغلق، وقد تحدث اللغويون عن خصائص اللغة العربية، وتفردها في جوانب كثيرة، وتفوقها على كثير من اللغات الأخرى في هذه الجوانب، وذلك في دراسات مقارنة متعددة، مما لا يتسع له مقالنا هذا، ولكننا نجد من اللازم أن نتحدث- في إيجاز- عن مظهرين من مظاهر القدرة الذاتية في اللغة العربية وهما:
- دقة الفروق بين كثير من كلمات العربية مما يعتقد كثيرون أنها مترادفة، أي متساوية تمامًا في المعنى .

- الدقة في الاستيعاب، وتعريف المسمى بكل أنواعه التعريف الجامع المانع، الذي لا يترك زيادةً لمستزيد، وفي السطور الآتية نلقي الضوء على هذين المظهرين اللذين يمثلان سمتين أساسيتين من سمات اللغة العربية.

أولاً: دقة التفريق:
ومن أشهر الكتب التي تناولت هذه الظاهرة: كتاب "الفروق اللغوية" لأبي هلال العسكري، ونقدم في السطور التالية قطوفًا منه، تبين عن هذه القدرة في اللغة العربية:
1- الفرق بين الصفة والنعت: النعت: لما يتغير من الصفات، والصفة: لما يتغير، وما لا يتغير، فالصفة أعم من النعت.

2- الفرق بين الحقيقة والحق: الحقيقة ما وضع من القول موضعه في أصل اللغة، حسنًا كان أو قبيحًا. والحق: ما وضع موضعه من الحكمة، فلا يكون إلا حسنًا.

3- الفرق بين الإعادة والتكرار: التكرار: يقع على إعادة الشيء مرة، وعلى إعادته مرات، أما الإعادة: فهي للمرة الواحدة.

4- الفرق بين الهجْو والذم: الذم: نقيض الحمد، وهما يدلان على الفعل، والهجو: نقيض المدح، وهما يدلان على الفعل والصفة كهجوك الإنسان بالبخل، وقبح الوجه.

وفرق آخر: أن الذم يستعمل في الفعل والفاعل، فتقول: ذممته بفعله، وذممت فعله، والهجو يتناول الفاعل والموصوف دون الفعل والصفة، فتقول: هجوته بالبخل وقبح الوجه، ولا تقول هجوت قبحه وبخله.

5- الفرق بين العلم والمعرفة: المعرفة أخص من العلم؛ لأنها علم بعين الشيء مفصلاً عما سواه. والعلم: يكون مجملاً ومفصلاً.

6- الفرق بين القريحة والطبيعة: الطبيعة: ما طبع عليه الإنسان أي خلق. والقريحة- فيما قال المبرد- ما خرج من الطبيعة من غير تكلف.

7- الفرق بين الإهلاك والإعدام: الإهلاك: أعم من الإعدام؛ لأنه قد يكون بنقض البنية، وإبطال الحاسة، وما يجوز أن يصل معه اللذة والمنفعة، والإعدام: نقيض الإيجاد، فهو أخص، فكل إعدام إهلاك، وليس كل إهلاك إعدامًا.

8- الفرق بين الجَعْل والعمل: العمل: هو إيجاد الأثر في الشيء، والجعل: تغيير صورته بإيجاد الأثر فيه.

9- الفرق بين البعض والجزء: البعض ينقسم، والجزء لا ينقسم، والجزء يقتضي جمعًا، والبعض يقتضي كلاًّ.

10- الفرق بين النصيب والحظ، النصيب يكون في المحبوب والمكروه، والحظ ما يكون في الخير.

11- الفرق بين الوَلاية (بفتح الواو)، والنصرة (بضم النون):
الولاية: النصرة لمحبة المنصور، لا للرياء والسمعة؛ لأنها تضاد العداوة. والنصرة: تكون على الوجهين.

12- الفرق بين الإيجاب والإلزام: الإلزام: يكون في الحق والباطل، يقال: ألزمته الحق، وألزمته الباطل، والإيجاب لا يستعمل إلا فيما هو حق، فإن استعمل في غيره فهو مجاز، والمراد به الإلزام.

13- الفرق بين الأبناء والذرية: الأبناء: يختص به أولاد الرجل، وأولاد بناته، والذرية تنتظم الأولاد، والذكور والإناث.

ويرى بعض الباحثين أن أبا هلال العسكري قد أسرف في إبراز هذه الفروق، وحتى لو صحّ ذلك، فإن ما قدمه يبقى صحيحًا في غالبيته.

****
ثانيًا: الدقة في الاستيعاب:
فاللغة العربية وضعت للشيء الحسي- بصفة خاصة- التسمية الجامعة المانعة، بحيث لا يدخل معها غيرها، ونسوق هنا سطورًا من كتاب "الفرق" لابن فارس اللغوي، وأغلبه في تحديد أسماء أعضاء الإنسان والحيوان، وما يتعلق بها:
1- باب الشفة: الشفة من الإنسان، وهو من الإبل المشفر، ومن ذوات الحافر: الجحفلة، ومن الطائر غير الجارح: المنقار، ومن الجارح: المنسر، ومن الذباب: النقط.

2- باب الأصوات: صاح الإنسان، وصوت، وعزف الجني، وخارت البقرة، وتاج الثور، وبغم الظبي بغامًا، وصهل الفرس، وحمحم عند الشعير، والخضيعة صوت يسمع من جوفه، ولا يدري من أين هو، ونهق الحمار... إلخ.

ويرى الأستاذ العقاد- رحمه الله- في كتابه: "اللغة الشاعرة" أن اللغة العربية فاقت غيرها من اللغات، بما اشتملت عليه من تحديد دقيق لكل ساعة من ساعات الليل، والنهار، والشهور، والفصول، والمواسم وغيرها.

ولا مبالغة فيما ذكره العقاد؛ ففي "فقه اللغة" للثعالبي- وهو يتحدث عن "أوائل الأشياء".

الصبح أول النهار: الغسق: أول الليل، الوسمى: أول المطر، البارض: أول النبت، اللعاع: أول الزرع، اللباء: أول اللبن، السلاف: أول العصير، الباكورة: أولى الفاكهة، البكر: أول الولد، الطليعة: أول الجيش، النهل: أول الشرب، النشوة: أول السُّكر، الوخْط: أول الشيب، النعاس: أول النوم، الزُّلف: أول ساعات الليل، الزفير: أول صوت الحمار.

وفي ساعات النهار: الشروق، ثم البكور، ثم الغدوة، ثم الضحى، ثم الهاجرة، ثم الظهيرة، ثم الرواح، ثم العصر، ثم القصْر، ثم الأصيل، ثم العشى، ثم الغروب.

وساعات الليل: الشفق، ثم الغَسَق، ثم العَتَمة، ثم السُّدْفة، ثم الجهمة، ثم الزُّلة، ثم الزلفة، ثم البُهْرة، ثم السَّحَر، ثم الفجر، ثم الصبح، ثم الصباح.

وأغلب هذه الكلمات لا تدور حاليًّا على أقلام الكتاب، وألسنة المتكلمين من الخطباء والمحاضرين، ولكن هذا لا يقلل من قيمتها، ولا ينال من دلالتها على مرونة اللغة العربية واتساعها وشموليتها، وقدرتها الذاتية؛ فقلة توظيف الكلمة لا يقلل من قيمتها، كما أن كثرة دورانها على الألسنة والأقلام لا يكسبها من القيمة ما لا تستحقه.

****
وما ذكرناه من سمات تكاد العربية تنفرد بها- وغيرها كثير- تقطع بأن العربية لغة غنية خالدة؛ لأنها مهما تكالب عليها من محن يبقى لها هذا الرصيد الضخم من القوة الذاتية التي تجعلها لغة قادرة في كل الظروف، والأزمنة والأحوال.

الخميس، 25 مارس 2010

أنت صاحب رسالة

تدبر آية :
وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) .
الآية الكريمة من سورة المائدة ، سورة المواثيق والعهود .
والسورة الكريمة كثر فيها النداء ( يا أيها الذين آمنوا ) لاستمالة القلوب إلى الاستجابة للتكاليف ، والوفاء بالعهود .
من هذه الآية الكريمة يفهم المؤمن الداعي إلى الله أنه مكلف برسالة ومبعوث من قبل الله ورسوله .
فهو صاحب رسالة ، أو هو رسولُ رسول ِ الله .
ولكن إسناد الإرسال أو البعث إلى الله – سبحانه – يعطي للأمر قدسية وأهمية أعظم .
وعندما يتخيل الداعي إلى الله أنه مبعوث من قبل الله وأنه هو صاحب رسالة فذلك إذن شرف كبير يعطي دفعة كبيرة للقيام بالمهمة وتحمل المشاق في سبيلها ، بل يستعذب من أجلها كل التضحيات .
فكل داع كفيل على قومه كما كان النقباء من قوم موسي.... يحثهم على الوفاء بعهودهم ، ويأخذ بأيديهم إلى طاعة ربهم .
وبنود الميثاق مكتوبة ، وشروطه معروفة : ( لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ) . إقامة الصلاة التي هي الزاد الروحي لكل مؤمن فضلا عن أهميتها للداعية ، ثم إنها الصلة بين العبد ومولاه يفيء إلى روحتها من متاعب الحياة ، وعقبات الطريق .
ثم الزكاة والإيمان بالرسل ونصرهم والذود عن دعوتهم وميراثهم , والإنفاق والتضحية التي يستلزمها طريق الدعوة إلى الله .
وتأتي معية الله قبل عقد شروط هذا الميثاق ؛ لتكون إغراء لإبرام العهد وبلسما لروح المؤمن من مشقة الابتلاء في طريق الدعوة .
ولقد ذكر بعضهم طرفا من شعوره بتلك المعية وكأن يد الله تمسح على رأسه أثناء المحنة وتربت على كتفه وتهدهده لينام وهو راض باختيار الله له لينفذ قدره عن طريقه
وهو شرف كبير يحسه الدعاة إلى الله في قلب المحنة فيوقن أحدهم بأن الله تعالى حباه لدينه واصطفاه لشريعته وتتمثل معية الله للمؤمن في أوقات كثيرة ولحظات متعددة يتأكد بأنه لولا الله ما ثبت وما صير وما رضي .
إن معية الله للمؤمن ثواب معجل ( وقال الله إني معكم ) بل ثواب محبب إلى النفوس المخلصة لربها ولدينها ، النفوس المشفقة على العباد الحريصة على هدايتهم ؛ المحبة للصلاة والزكاة وتلك بعض مؤهلات المعية .
وأما بقية الجزاء ( لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) .
وكلمة ( لئن ) كما يقول علماء اللغة تتضمن القسم ، وهو من أنواع التوكيد .
ويأتي الجواب مؤكدا كذلك باللام والنون مرتين : لأكفرن عنكم – ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار ) .
ويأتي الخطاب مباشرة إلى الطرف المعاهد ، ولم يأت بصيغة الغائب : لأكفرن عنهم ولأدخلنهم ؛ ليشعر بأنهم حضور وقت العقد والله عز وجل يطمئنهم على بيعتهم ، ليثبتهم على صفقتهم ويشجعهم على الوفاء بها .
وإذا كان المؤمن داعيا إلى الله بتكليف مباشر من ربه سبحانه وتعالى ، فما حاجتنا للكثير من المحاضرات والمناقشات والإقناعات بالعمل من أجل تحكيم الإسلام وتمكينه في الأرض ؟
أم أن ذلك بسبب عدم فهمنا للقرآن وتدبرنا لآياته ؟ .
ويأتي قول الله عز وجل ليجلي هذه الحقيقة :
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) سورة يوسف .
فالرسول – صلى الله عليه وسلم - وأتباعه يدعون إلى الله على بصيرة ، وليس الرسول وحده .
ولماذا يكلف أتباع الرسول بالدعوة إلى الله ؟ .
لأنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم .
فهم إذن القائمون مكان الرسل بمهام الدعوة إلى الله {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }آل عمران110 .
وقوله سبحانه :
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44 .
وإذا كان كل من يسمع بالقرآن ورسالة الإسلام ولم يؤمن فهو كافر يستحق النار فإن هذا يستدعي قيام المؤمنين بتبليغ رسالة الله إليهم لعلهم يتفكرون كي يؤمنوا أو تصبح حجة الله عليهم قائمة .
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) البقرة143 .
كما يشهد الرسول أنه بلغنا الرسالة ، كذلك يشهد المسلمون أنهم بلغوا الرسالة للبشرية .
كما يشهدون أن الرسل قبلنا بلغوا رسالة ربهم كما أخبرنا القرآن الكريم .
فليذكر كل منا أخاه بأن الله ابتعثنا لنذكر الناس بهذا القرآن ونجاهدهم به جهادا كبيرا .
لنخرج الناس من عبادة أهوائهم ومن عبادة المادة إلى عبادة الله الواحد الأحد ، إلى منهج الله القويم الذي فيه الشفاء والرحمة للعالمين .
أو كما قال ربعي بن عامر رضي الله عنه :
إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده .
ولنعتصم بالله من مكائد النفس والشيطان ومن أعدائنا فنعم المولى هو الله ونعم النصيرلنا هو الله {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78 .
والنصر بعد ذلك آتينا لا محالة لأنه وعد الله :
{ وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً }النساء122
( فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111.
والحمد لله رب العالمين .
وعلى الله قصد السبيل .
شعبان شحاته