زواري

من أنا

صورتي
أنا المدلل الغارق في آلاء الله ونعمه , قليل الشكر كثير الذنب , أحب الله جدا ولكن المعاصي لم تدع لي وجها أقابل به ربي وليس لي إلا أن أطمع في رحمة ربي الواسعة لعله يقبلني . وأنا واقف بالباب لن أبرحه فليس لي غيره.

الخميس، 25 مارس 2010

أنت صاحب رسالة

تدبر آية :
وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) .
الآية الكريمة من سورة المائدة ، سورة المواثيق والعهود .
والسورة الكريمة كثر فيها النداء ( يا أيها الذين آمنوا ) لاستمالة القلوب إلى الاستجابة للتكاليف ، والوفاء بالعهود .
من هذه الآية الكريمة يفهم المؤمن الداعي إلى الله أنه مكلف برسالة ومبعوث من قبل الله ورسوله .
فهو صاحب رسالة ، أو هو رسولُ رسول ِ الله .
ولكن إسناد الإرسال أو البعث إلى الله – سبحانه – يعطي للأمر قدسية وأهمية أعظم .
وعندما يتخيل الداعي إلى الله أنه مبعوث من قبل الله وأنه هو صاحب رسالة فذلك إذن شرف كبير يعطي دفعة كبيرة للقيام بالمهمة وتحمل المشاق في سبيلها ، بل يستعذب من أجلها كل التضحيات .
فكل داع كفيل على قومه كما كان النقباء من قوم موسي.... يحثهم على الوفاء بعهودهم ، ويأخذ بأيديهم إلى طاعة ربهم .
وبنود الميثاق مكتوبة ، وشروطه معروفة : ( لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ) . إقامة الصلاة التي هي الزاد الروحي لكل مؤمن فضلا عن أهميتها للداعية ، ثم إنها الصلة بين العبد ومولاه يفيء إلى روحتها من متاعب الحياة ، وعقبات الطريق .
ثم الزكاة والإيمان بالرسل ونصرهم والذود عن دعوتهم وميراثهم , والإنفاق والتضحية التي يستلزمها طريق الدعوة إلى الله .
وتأتي معية الله قبل عقد شروط هذا الميثاق ؛ لتكون إغراء لإبرام العهد وبلسما لروح المؤمن من مشقة الابتلاء في طريق الدعوة .
ولقد ذكر بعضهم طرفا من شعوره بتلك المعية وكأن يد الله تمسح على رأسه أثناء المحنة وتربت على كتفه وتهدهده لينام وهو راض باختيار الله له لينفذ قدره عن طريقه
وهو شرف كبير يحسه الدعاة إلى الله في قلب المحنة فيوقن أحدهم بأن الله تعالى حباه لدينه واصطفاه لشريعته وتتمثل معية الله للمؤمن في أوقات كثيرة ولحظات متعددة يتأكد بأنه لولا الله ما ثبت وما صير وما رضي .
إن معية الله للمؤمن ثواب معجل ( وقال الله إني معكم ) بل ثواب محبب إلى النفوس المخلصة لربها ولدينها ، النفوس المشفقة على العباد الحريصة على هدايتهم ؛ المحبة للصلاة والزكاة وتلك بعض مؤهلات المعية .
وأما بقية الجزاء ( لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) .
وكلمة ( لئن ) كما يقول علماء اللغة تتضمن القسم ، وهو من أنواع التوكيد .
ويأتي الجواب مؤكدا كذلك باللام والنون مرتين : لأكفرن عنكم – ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار ) .
ويأتي الخطاب مباشرة إلى الطرف المعاهد ، ولم يأت بصيغة الغائب : لأكفرن عنهم ولأدخلنهم ؛ ليشعر بأنهم حضور وقت العقد والله عز وجل يطمئنهم على بيعتهم ، ليثبتهم على صفقتهم ويشجعهم على الوفاء بها .
وإذا كان المؤمن داعيا إلى الله بتكليف مباشر من ربه سبحانه وتعالى ، فما حاجتنا للكثير من المحاضرات والمناقشات والإقناعات بالعمل من أجل تحكيم الإسلام وتمكينه في الأرض ؟
أم أن ذلك بسبب عدم فهمنا للقرآن وتدبرنا لآياته ؟ .
ويأتي قول الله عز وجل ليجلي هذه الحقيقة :
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) سورة يوسف .
فالرسول – صلى الله عليه وسلم - وأتباعه يدعون إلى الله على بصيرة ، وليس الرسول وحده .
ولماذا يكلف أتباع الرسول بالدعوة إلى الله ؟ .
لأنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم .
فهم إذن القائمون مكان الرسل بمهام الدعوة إلى الله {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }آل عمران110 .
وقوله سبحانه :
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44 .
وإذا كان كل من يسمع بالقرآن ورسالة الإسلام ولم يؤمن فهو كافر يستحق النار فإن هذا يستدعي قيام المؤمنين بتبليغ رسالة الله إليهم لعلهم يتفكرون كي يؤمنوا أو تصبح حجة الله عليهم قائمة .
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) البقرة143 .
كما يشهد الرسول أنه بلغنا الرسالة ، كذلك يشهد المسلمون أنهم بلغوا الرسالة للبشرية .
كما يشهدون أن الرسل قبلنا بلغوا رسالة ربهم كما أخبرنا القرآن الكريم .
فليذكر كل منا أخاه بأن الله ابتعثنا لنذكر الناس بهذا القرآن ونجاهدهم به جهادا كبيرا .
لنخرج الناس من عبادة أهوائهم ومن عبادة المادة إلى عبادة الله الواحد الأحد ، إلى منهج الله القويم الذي فيه الشفاء والرحمة للعالمين .
أو كما قال ربعي بن عامر رضي الله عنه :
إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده .
ولنعتصم بالله من مكائد النفس والشيطان ومن أعدائنا فنعم المولى هو الله ونعم النصيرلنا هو الله {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78 .
والنصر بعد ذلك آتينا لا محالة لأنه وعد الله :
{ وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً }النساء122
( فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111.
والحمد لله رب العالمين .
وعلى الله قصد السبيل .
شعبان شحاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق