زواري

من أنا

صورتي
أنا المدلل الغارق في آلاء الله ونعمه , قليل الشكر كثير الذنب , أحب الله جدا ولكن المعاصي لم تدع لي وجها أقابل به ربي وليس لي إلا أن أطمع في رحمة ربي الواسعة لعله يقبلني . وأنا واقف بالباب لن أبرحه فليس لي غيره.

الثلاثاء، 19 مايو 2009

من أسرار اللغة (2 )

سورة البقرة :
{ذلك الكتاب لا ريب فيه } ولم يقل لا شك فيه .
لأن الريب شك مع التهمة . أي أنهم يشكون في القرآن , ويتهمون النبي – صلى الله عليه وسلم - أنه ادعاه من عند نفسه وليس من عند الله . فينفي القرآن هذا الزعم , وتلك الريبة .
وأما قوله تعالى :﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي ﴾(يونس: 104) ؛ فإن الدين والنظام الذي جاء به الإسلام , من صلة الأرحام وإكرام القرابة والعشيرة , ومكارم الأخلاق , فشيء أبعد من أن يُتهم .
{هدى للمتقين } أي هاديا , للمتقين : لم يذكر ما الذي يتقون ؛ لتشمل تعدد جوانب ما من شأنه أن يُتقى , مما هو معلوم في زماننا اليوم وما يستجد بعد .
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
فالمسلمون هم ورثة الدين وحملة الرسالة , يؤمنون بكل الرسل وكل الأنبياء ولا يتعصبون ضد رسول ( كل آمن بالله وملا ئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله ) .
( وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ )
{ فالإنسان لم يخلق عبثاً ، ولن يترك سدى؛ وأن العدالة المطلقة في انتظاره ، ليطمئن قلبه ، وتستقر بلابله ، ويفيء إلى العمل الصالح ، وإلى عدل الله ورحمته في نهاية المطاف }. من الظلال .

{ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) }
كرر{ أولئك }لمحبة ذكرهم والثناء عليهم وعلو منزلتهم وقدم ذكرهم على الكافرين.
{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)}
لماذا أسند الختم إلى الله ؟ .
لما استوى عندهم الإنذار وعدمه , وأهملوا دعوة الرسل , وعطلوا عقولهم وأسماعهم وأبصارهم , وهي أدوات تحصيل العلم والإيمان ؛ فكان الختم على حواسهم جزاء وفاقًا
فالله سبحانه يعلم أنهم لن يؤمنوا الآن ولا مستقبلا .ولو أن الله يعلم أنهم سيؤمنون ما ختم على حواسهم .
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)
أظنوا أنهم يستطيعون أن يخدعوا الله ؟ .
أو يستطيعون أن يخدعوا المؤمنين حال كون الله وليهم ؟ .
وكأن الآية مصدّرة بهمزة استفهام .فكان الجواب : { وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}
كما جاء في تفسير آية الأنعام : {فلما رأى القمربازغًا قال هذا ربي } أي أهذا ربي ؟ .وهو من باب الاستفهام الاستنكاري .
وكما جاء في تفسير آية الأنبياء :
{ فظن ألن نقدر عليه } أي أفظن ؟ .
وهذا تفضل من الله وتكريم للمؤمنين إذ جعل صفهم صفه , والمكر ضدهم ضده هو سبحانه , مما يدل على المكانة الرفيعة والمنزلة السامقة التي جعل الله فيها المؤمنين بكرم منه وتفضل .
وإذا كان الأمر كذلك فهذا تهديد لأعداء المؤمنين ؛ لأن الله معهم ووليهم .
وما الذي أوقع هؤلاء المنافقين وأوقفهم هذا الموقف ؟ .
والجواب : ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) .
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)
الباء للسببية , فالعذاب الأليم كان جزاء لكذبهم على المؤمنين وادعائهم الإيمان .
وهي قاعدة ثابتة في القرآن الكريم , حيث لا تجد حكمًا بالعذاب إلا وجدت معه السبب .
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14
المقصود بشياطينهم : رؤساؤهم . وهي الوحيدة في القرآن الكريم التي يقصد بها رؤوس النفاق .
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)
خسروا رأس المال ( الهداية ) وخسروا الربح الذي هو الزيادة على رأس المال فليس لهم منفعة معتبرة بهذا النفاق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق