إن عاشوراء من أيام الله تعالى التي نسبها إلى نفسه العلية، فقد أمر موسى أن يذكر قومه بها ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ (إبراهيم: من الآية 5)، وأيام الله هي آياته ونعمه.. من نجاة موسى وقومه، ومن فرعون وظلمه وغشمه، وفلق البحر، وأنه تعالى أغرق فرعون وجنوده الظلمة المعتدين المكذبين .وفي الحديث: "إن عاشوراء من أيام الله.." (من حديث مسلم: 1126، وأبو داود: 2443)، وعن قوله صلى الله عليه وسلم في الآية ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ قال: "بنعم الله تبارك وتعالى" (مسند أحمد: 5/122: 21027 حسن، ورواه غيره).وفي الحديث: "هذا يوم عظيم يوم نجى الله فيه موسى وأغرق فرعون" (من حديث البخاري 3397، ومسلم 1130).. وفي رواية: "يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم" (حديث البخاري: 2004)، وفي رواية: "أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون.." (مسلم: 1130 وأبو داود: 2444)، وعن ابن عباس "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر (يعني رمضان)" (البخاري: 2006م)، وهذا يقتضي أن يوم عاشوراء من أفضل الأيام بعد رمضان ويوم عرفة.صوم عاشوراء يكفر سنة: ومن فضل الله على الإنسان الذي من شأنه الخطأ والتقصير، أن جعل له أسبابًا للتوبة ومغفرة الذنوب، ومنها يوم عاشوراء، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم عاشوراء: فقال: "يكفر السنة الماضية" (مسلم: 1162)، ورُوي بألفاظ أخرى، (راجع ابن ماجة: 1738 والترمذي 752 كلهم في الصوم وأحمد 5/295: 22416 صحيح).صيام يوم قبله ويوم بعده:أي صيام: 9، 10، 11 للحديث: "صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود: صوموا قبله يومًا أو بعده يومًا" (أحمد: 1/244 شاكر: 2154 حسن).. قال ابن حجر: كان صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب.. فلما فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام أحب مخالفتهم، كما ثبت في الصحيح.. ثم أمر بأن يُضاف إليه يوم قبله ويوم بعده خلافًا لهم.. وهذا كان في آخر الأمر (راجع فتح الباري: 4/288).. وقال ابن القيم: إن رواية أحمد كانت عقب قوله صلى الله عليه وسلم "لأصومن التاسع" يبين مراده صلى الله عليه وسلم (راجع عون العبود: 7/111 في الهامش).مقتبس من مقال للشيخ / أحمد أحمد جاد
الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق