زواري

من أنا

صورتي
أنا المدلل الغارق في آلاء الله ونعمه , قليل الشكر كثير الذنب , أحب الله جدا ولكن المعاصي لم تدع لي وجها أقابل به ربي وليس لي إلا أن أطمع في رحمة ربي الواسعة لعله يقبلني . وأنا واقف بالباب لن أبرحه فليس لي غيره.

الاثنين، 7 مايو 2012

رسالة إلى إخواننا في الدعوة السلفية


رسالة إلى إخواننا في الدعوة السلفية
 
د. محمود غزلان يكتب:   عتاب ونصيحة وتذكير
اختار إخواننا السلفيون مرشحهم للرئاسة؛ وهذا مطلق حقهم وليس من حقِّ أحدٍ أن يتدخل في هذا الاختيار وهذا القرار.
 ومن حقهم أيضًا أن يروجوا لهذا المرشح بالطرق المشروعة التي يرونها، ولكن لي ملاحظات قسّمتها إلى عتاب وتذكير ونصيحة، لأنه يبقى الود ما بقي العتاب، ولأن الدين النصيحة ولأن التذكير واجب شرعي أُمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن من بعده (فَذَكِّرْ‌ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ‌﴿٢١﴾ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ‌ ﴿٢٢﴾) (الغاشية).
 فإذا كنا قد أقررنا بحقوقهم في اختيار مرشحهم والدعاية له، إلا أنه من غير المقبول وغير اللائق أن يتنقل الأستاذ عبد المنعم الشحات بين الفضائيات للإساءة والتعريض بجماعة الإخوان المسلمين ومرشحهم الدكتور محمد مرسي؛ حيث وصفه بالضعيف، وبالتالي سوف يكون المرشد هو الحاكم الفعلي للبلاد، وبأنه كان مرشحًا احتياطيًّا، وألمح إلى ما يقوله البعض عنه على سبيل السخرية، وأنه لو كان المرشح هو المهندس خيرت الشاطر لأيدوه لأنه قوي ولن يستطيع المرشد التأثير فيه، بل إنه هو الذي يقود الجماعة ويوجهها.
 وفي هذا ما فيه من الإساءة للجماعة ولرموزها وقادتها، فالدكتور محمد مرسي الذي يصفه بهذا الوصف السيئ، هل تعامل سيادته معه؟ منذ متى عرفه؟ وهل يعلم سيادته أن الدكتور محمد مرسى كان رئيسًا للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في الدورة 2000- 2005م، وأدَّى أداءً جيدًا، في الوقت الذي كان رأي غيرنا سلبيًّا في مجرد الترشُّح لمجلس الشعب، وهل يعلم سيادته أنه كان المشرف على القسم السياسي بجماعة الإخوان المسلمين؟ وأنه رئيس حزب الحرية والعدالة؟ وأنه كان المسئول الأول عن ترتيب قوائم المرشحين لمجلس الشعب والشورى من حزب الحرية والعدالة والأحزاب المتحالفة معه في انتخابات 2011م؟ وأنه أستاذ في كلية الهندسة درس ودرّس في أمريكا وزار عديدًا من دول العالم واكتسب خبرات منها؟
 أما اعتبار كونه كان مرشحًا احتياطيًّا، فهذا الأمر لا ينقص من قدره وإلا كان اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لجعفر بن أبي طالب احتياطيًّا لزيد بن حارثة واختياره لعبد الله بن رواحة احتياطيًّا لجعفر في غزوة مؤتة نقيصة في حق الصحابيين الشهيدين البطلين جعفر وعبد الله، ولا أعتقد أن مسلمًا يمكن أن يرد ذلك على خاطره قط، بل بالعكس فإن القرار بتحديد احتياطيين إنما يدل على بُعد النظر والحكمة والإرادة الحازمة.
 أما الإلماح إلى الأسلوب البذيء والساخر الذي استخدمه السفهاء واعتباره ذريعةً لعدم أهلية الدكتور محمد مرسي فهو أمرٌ مؤسف لا سيما أن الشيخ الفاضل الشحات لم يستنكره.
 وأعتقد أنه يعلم علم اليقين الأوصاف الدنيئة التي كان يطلقها المشركون على النبى صلى الله عليه وسلم، بعضها ذكره القرآن الكريم وبعضها ذكرته السيرة العطرة، يعف قلمي عن مجرد ذكرها، وأيضًا أعتقد أنه يعلم جيدًا الأوصاف السيئة الساخرة التى ألصقها به وبإخواننا السلفيين الصحفيون والكُتَّاب ورسامو الكاريكاتير، والتي يعف قلمي أيضًا عن الإشارة إليها، فمنذ متى كانت سفاهة السفهاء وجهالة الجهلاء مؤثرة في مكانة الكبار ومقام المحترمين؟
 وأما كلامه عن أن المهندس خيرت هو الرجل القوي الذي يُدير الجماعة فهو قول يسيء إلى الجماعة وكل قادتها ومجالسها، ويدل على أن معلوماته عن الجماعة إنما هي معلومات غير صحيحة، وأنه يستقيها من الصحافة المبغضة والمتحاملة على الإخوان المسلمين.
 وفي ختام هذه الفقرة أقول لسيادته ألا تكفي الحرب الضروس التي يشنها الإعلام العلماني المغرض كله، والأحزاب الكارهة للإسلاميين عمومًا على الإخوان، حتى تشاركهم سيادتكم فى إطلاق السهام علينا.
وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً   على النفس من وقع الحسام المهند
 هذا ما كان بالنسبة للعتاب، أما ما يتعلق بالتذكير فبين يدّي الآن كُتيب كتبه جماعة من أهل العلم منكم عنوانه (حكم المشاركة في الانتخابات، ولماذا لم نساند الإخوان المسلمين؟) وكنتم تعنون بالانتخابات انتخابات مجلس الشعب، قلتم فيه ردًّا على سؤال: لماذا لا تنتخبون الإخوان؟
 قلتم: (إن الإخوان المسلمين كجماعة وأفراد لا يحملون تصورًا إسلاميًّا متكاملاً، بل إنهم على النقيض من ذلك يقدمون تنازلات عن ثوابت إسلامية في مقابل الحصول على مكاسب سياسية مزعومة).
 ورحتم تستشهدون بتصريحات لبعض قيادات الإخوان وعلى رأسهم د. عبد المنعم أبو الفتوح أولها ما كتبتموه بأيديكم:
1] (الإخوان وإلغاء الشريعة: قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لصحيفة الدستور في 27/7/2005م: لو يوافق الشعب على إلغاء المادة الثانية من الدستور يبقى خلاص، والمادة الثانية هي الحكم بالشريعة ليست فرضًا على الناس، فإن المدخل الحقيقي للديمقراطية هو الاحتكام للشعب، وتداول السلطة، وبالمناسبة الإسلاميين المتطرفين بيقولوا: ربنا، وإحنا بنقول الاحتكام للشعب) ثم كتبتم تحت عنوان (التعليق) ما نصه: والله يقول: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} (المائدة)، وقال تعالى: { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ‌ تَبَارَ‌كَ اللَّـهُ رَ‌بُّ الْعَالَمِينَ ﴿٥٤﴾}[الأعراف]، ويقول تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَ‌كَاءُ شَرَ‌عُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّـهُ} [الشورى:21]
 وقال تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ أَمَرَ‌ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [يوسف: 40]، وقال جل وعلا: {فَلَا وَرَ‌بِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ‌ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَ‌جًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٦٥﴾} [النساء].
 فهذه المقولة جحد لفرضية الشريعة التي أصلها الاستسلام لأوامر الله سبحانه وتعالى والالتزام بشرعه، فلو أجمع أهل الأرض كلهم جميعًا على إلغاء حكم واحد من أحكام الشريعة، لم ينظر إلى هذا الإجماع وعدوا بذلك خارجين عن دين الله، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ‌} [الأعراف:54]، وبالمناسبة هل أصبح دين الناس (إن الحكم إلا للشعب) أهذا ما يطلبه الإسلاميون المعتدلون؟)
هذا ما خطته أيديكم أيها العلماء الأجلاء، وأنا أريد أن أسأل ما معنى قولكم: (فهذه المقولة جحد لفرضية الشريعة) وقولكم: (وعدوا بذلك خارجين عن دين الله)، وأسأل أيضًا: إذا كنتم تعاقبون الإخوان بعدم تأييد واحد منهم في انتخابات مجلس الشعب لوجود هذه التصريحات من واحدٍ منهم في ذلك الوقت، فهل يجوز تأييد هذا الشخص بعينه رئيسًا للجمهورية؟ علمًا بأن الإخوان استنكروا تصريحاته، واشتبكوا معه وأضافوا إلى أدبياتهم أدبيات جديدة تؤكد ثوابتهم ومبادئهم فهل بهذا يكون الإخوان هم الذين يتنازلون عن ثوابتهم وهل هم بالفعل لا يملكون تصورًا إسلاميٍّا متكاملاً؟!!
 وكتبتم في هذا الكتيب أيضًا ما نصه: (وقال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في تصريحاتٍ لجريدة العربي الناصري الأحد 5/10/2003م: "نحن لا نعترض على اختيار مسيحي رئيسًا لمصر بالانتخاب لأن هذا حق لأي مواطن بغض النظر عن دينه وعقيدته السياسية، فحتى لو كان زنديقًا فمن حقه أن يُرشِّح نفسه وإذا اختاره الشعب فهذا إرادته..).
 ثم كتبتم تعليقًا جاء فيه: (ونقول أين هذه التصريحات من قول الله تعالى: (وَلَن يَجْعَلَ اللَّـهُ لِلْكَافِرِ‌ينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴿١٤١﴾} [النساء]، وقال تعالى: (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِ‌ينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّـهِ فِي شَيْءٍ} [آل عمران : 28].قال ابن القيم: (ولما كانت التولية شقيقة الولاء كانت توليتهم نوعًا من توليهم، وقد حكم تعالى بأن من تولاهم فإنه منهم. ولا يتم الإيمان إلا بالبراءة منهم، والولاية تنافي البراءة فلا تجتمع الولاية والبراءة أبدًا).. أليس هذا ما خطته أيديكم أيها الإخوة الكرام؟ وأليس هذا من الثوابت؟ فماذا حدث حتى تؤيدوا من يقوله ويدعو إليه؟
 وقلتم في نفس الكتيب في موضعٍ آخر: قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في تصريحات لصحيفة العربي 28/9/2003: "أما الأعمال المختلف عليها- أي الأعمال الأدبية- فمن حق صاحبها أن ينشرها على نفقته أو على نفقة ناشر خاص ويقول فيها ما يشاء حتى لو كان يدعو إلى الإلحاد، وفي هذه الحالة ليس من حق أحد أن يطالب بمصادرته، إذن الخلاف بيننا وبين وزارة الثقافة هو على سوء استخدام المال العام فقط لا غير".
 وقال أيضًا في نفس الحديث: "أما مسألة الكتابة شعرًا أو بأي وسيلةٍ في الغزل والحب والجنس فلا اعتراض إطلاقًا طالما أن صاحبه لا يهدف إلى إثارة الغرائز".
 ثم عقبتم سيادتكم معشر العلماء بقولكم: "يا دكتور من حق الأديب الملحد والمثقف الزنديق أن ينشر إلحاده في الناس فيحل الحرام ويُحرِّم الحلال ويشيع الفسق والرذيلة في البلاد والعباد، والمشكلة أن يكون ذلك على نفقته الخاصة!!! {كَبُرَ‌تْ كَلِمَةً تَخْرُ‌جُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥﴾}[الكهف].
 يا دكتور الكتابة فى الغزل والحب والجنس لا تُثير الغرائز، ولا تحرك كوامن النفس الإنسانية؟ والله تبارك وتعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٩﴾} [النور].
 إن هذه دعوة للانسلاخ من الدين والعودة للبهيمية والجاهلية، وهذا في الحقيقة دمار للبلاد والعباد بشؤم الكفر والإلحاد والمعاصي، قال تعالى:{وَكَأَيِّن مِّن قَرْ‌يَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ‌ رَ‌بِّهَا وَرُ‌سُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرً‌ا ﴿٨﴾ فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِ‌هَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِ‌هَا خُسْرً‌ا ﴿٩﴾}[الطلاق]، وقال جل وعلا: {وَإِذَا أَرَ‌دْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْ‌يَةً أَمَرْ‌نَا مُتْرَ‌فِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْ‌نَاهَا تَدْمِيرً‌ا ﴿١٦﴾} [الإسراء]
 سبحان ربي.. هذا بالنص رأيكم فيما يقوله مرشحكم للرئاسة، ثم تختارون تأييده لأكبر منصبٍ في البلاد.
 وهل نحن الذين نتنازل عن الثوابت مقابل مكاسب سياسية؟
ثم إنكم من غير شكٍ تريدون مرشحًا إسلاميًّا، ثم تختارون مرشحًا يقول عن نفسه بصريح العبارة (إنه ليس مرشحًا إسلاميًّا ولكنه مرشح محافظ، أو ليبرالي).   وهذا موقف محير، يستعصى على الفهم.
ثم إنكم ترفضون بشدة وصف الدولة المصرية بأنها دولة مدنية ضمن أوصاف أخرى، ونحن نقيد هذا الوصف بأنها ذات مرجعية إسلامية نفيًا لها عن الدولة العسكرية والدولة الثيوقراطية ومرشحكم يريدها دولة مدنية، ولا يرى مبررًا لوصفها بأنها ذات مرجعية إسلامية.
 فكيف تتفق رؤيتكم مع رؤيته؟
* ولقد كتب الأستاذ عبد المنعم الشحات- أحد كبار علمائكم- تعليقاتٍ على زيارة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لنجيب محفوظ انتقده فيها بشدة لطلبه منه نشر رواية (أولاد حارتنا)، وهي رواية اتفق علماء المسلمين على أنها رواية إلحادية؛ ولقد رفض نجيب محفوظ نفسه نشرها حتى مات لعلمه أنها رواية إلحادية، وكان الرجل قد تغيَّر تفكيره رغم أنه لو نشرها لربح من وراء نشرها مالاً كثيرًا، وانتقده الشيخ الشحات لاتهامه الأستاذ سيد قطب- رحمه الله- بأنه كان مريضًا نفسيًّا، وانتقده لوصف الدعوة السلفية بالإسلام البدوي الوهابي.
 * وسبق أن صرَّح الأستاذ ياسر برهامي لموقع (صوت السلف)، ونشره موقع (أمتي) بأن (ما حدث من إقصاء ما يُسمَّى بالتيار الإصلاحي- من الإخوان المسلمين وعلى رأسهم عبد المنعم أبو الفتوح بالطبع- أظنه في مصلحتهم، وقال إن هؤلاء الإصلاحيين- كما يسمونهم- قد قالوا من المنكرات ما يجعلهم ألاّ يُصدَّروا في المسلمين فهم يقبلون العلمانية كما يريدها أهل العلمانية.
 ثم ذكر عددًا من آرائهم وتابع قائلاً: "ماذا تريد أكثر من هذا الهراء والسخافات؟ فهؤلاء ليسوا بإصلاحيين بل هذا بُعد عما أسست عليه الجماعة، فهؤلاء الذين أقصوا والذين يسمونهم الإصلاحيين لا يستحقون أن يُصدَّروا".
 واعتبر تلك التصريحات تُعبِّر عن خللٍ طرأ على مواقف الجماعة والثوابت التي قامت عليها عند تأسيسها قبل أكثر من 80 عامًا)، رغم أن الجماعة من هذه الأقوال كلها براء وبعد هذا كله يتم تأييد ترشيح الشخص الذي خرج على كل هذه الثوابت لرئاسة الدولة!!!
 * إن من مبادئنا المعروفة ألا نطلب الولاية لأنفسنا، ولا ريب أنكم أعلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "يا عبد الرحمن بن سمرة: لا تسأل الإمارة فإنك إن أُعطيتها عن غير مسألةٍ أُعنت عليها، وإن أعطيتها عن مسألة وُكلت إليها.."، وقوله صلى الله عليه وسلم لرجلين طلبًا الولاية: "إنا والله لا نولي هذا العمل أحدًا سأله أو أحدًا حرص عليه".
 * ذكر الأستاذ الشحات في مقالٍ كتبه تحت عنوان (تساؤلات حول دعم السلفيين للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أنه غني عن الذكر أن القرارات السياسية قائمة على ميزان المصالح والمفاسد، وعلى توقع الاحتمالات التي سوف تنتج عن كل قرار).
 وهذا الكلام صحيح عندما لا يكون ثمّة نص في موضوع القرار، فإن هناك نصوصًا كثيرةً تُحدد النشاط السياسي مثل الشورى والعدل والأمانة والوفاء بالعهد وسائر الأخلاق التي أمر بها الإسلام، وحق الدفاع عن النفس والأرض والمال والعرض.. إلى آخره، أما تلك التي لا يوجد فيها نص صريح فينبغي تحري المصلحة ودرء المفسدة، والمعروف أن باب اختيار المسئولين فيه أحاديث مشهورة، منها قوله عليه الصلاة والسلام: "إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة، قيل: وما إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله".
 وقوله: "مَن ولي من أمر المسلمين شيئًا فأمّر عليهم أحدًا محاباةً فعليه لعنة الله لا يقبل الله فيه صرفًا ولا عدلاً حتى يُدخله جهنم"، وقوله: "من استعمل رجلاً على عصابة وفيهم مَن هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين".
 وإذا ذهبنا بعد ذلك نبحث عن معنى المصلحة في الشرع نجد الإمام الغزالي قد عرَّفها بقوله: "أما المصلحة فهي عبارة في الأصل عن جلب منفعة أو دفع مضرة ولسنا نعني به ذلك، فإن جلب المنفعة ودفع المضرة مقاصد الخلق وصلاح الخلق في تحصيل مقاصدهم.
 لكنّا نعني بالمصلحة المحافظة على مقصود الشرع، ومقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم، ونفسهم، وعقلهم، ونسلهم، ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة، ودفعه مصلحة".
 وهكذا يتضح لنا أن المصلحة كي تتحقق لا بد أن تراعي الدين أولاً، وهذا هو المقصود من الأمانة في قوله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ‌ مَنِ اسْتَأْجَرْ‌تَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴿٢٦﴾} [القصص] أي الكفاءة والديانة، وأعتقد أن كل ما أسلفناه من تصريحات وتعليقات عليها لا يمكن الاطمئنان منها على الدين، وبالتالي على المصلحة العظمى التي يتوخاها الشرع. ولا يحسبن أحدٌ أنني بهذه الرسالة أبغي منكم تأييد مرشحنا، ولكني أبغي تقديم النصيحة التي أمرنا الله أن نقدمها والتذكير عند النسيان ووضع كل واحدٍ أمام دينه وضميره، وفقنا الله جميعًا إلى ما فيه رضاه {إِنْ أُرِ‌يدُ إِلاَّ الإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّـهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿٨٨﴾}[هود].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق