زواري

من أنا

صورتي
أنا المدلل الغارق في آلاء الله ونعمه , قليل الشكر كثير الذنب , أحب الله جدا ولكن المعاصي لم تدع لي وجها أقابل به ربي وليس لي إلا أن أطمع في رحمة ربي الواسعة لعله يقبلني . وأنا واقف بالباب لن أبرحه فليس لي غيره.

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

حكم الحج من مال حرام

إعداد: الدكتور/ حسين شحاتة

* وجوب أن تكون نفقة الحج حلالاً

إذا كان مصدر المال حرامًا، فلا يقبل ولا يثاب الحاج عليه، فقد ورد في كتاب البحر الرائق: ويجتهد الحاج في تحصيل نفقة حلال، فإنه لا يقبل بالنفقة الحرام كما في الحديث مع أنه يسقط الفرض عنه معها، ولا تنافي بين سقوطه وعدم قبوله، فلا يثاب عليه لعدم القبول، ولا يعاقب عقاب تارك الصلاة

* آراء الفقهاء حول حكم الحج من نفقة حرام

يقول فقهاء الحنفية: إن الحج عبادة تؤدَّى بالنفس والمال معًا، فيجب أن يكون المال حلالاً، فإذا أدَّاه بمال حرام، فمع صحة الحج وسقوط الفرض، لم يكن له ثواب عليه وأثم من حيث إنفاق المال الحرام فيه، وذلك كمن صلى لله في أرض مغصوبة، فإن الفرض يسقط عنه بأداء الصلاة، ولكن مع الإثم لشغل المكان المغصوب

فالحج من المال الحرام ليس له ثواب، ودليل ذلك ما رُوي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:

" إذا خرج الحاج حاجًّا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغَرْزِ فنادى: لبَّيك اللهم لبيك: ناداه منادٍ من السماء لبيك وسعديك، زادُك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور، فإذا خرج بالنفقة الخبيثة، فوضع رجله في الغَرْزِ، فنادى منادٍ من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، وراحلتك حرام ونفقتك حرام، وحجك مأزور غير مبرور " .

(رواه الطبراني في الأوسط)

ويُقصد بالنفقة الطيبة: أي المال المتكسب من حلال خالٍ من كافة صور الحرام، من سرقة وغصب واختلاس وغل ورشوة وغش وغرر، وما في حكم ذلك

ويُقصد بالزاد الحلال: الطعام الذي اشتُري بمال حلال، والإنفاق على مصاريف الحج من مال مبارك طيب حلال

ويقصد بالنفقة الخبيثة: المال الحرام المكتسب من مصادر غير مشروعة

فإذا كانت نفقة الحج طيبة مباركة، فيقبل الحج، وإذا كانت نفقة الحج حرامًا خبيثة، لا يُقبل الحج، ولا يطهر الحاج من ذنوبه وآثامه

يقول الإمام أبو حامد الغزالي في وجوب الحج من مال طيب: "ينبغي على الحاج أن يبدأ بالتوبة ورد المظالم وقضاء الديون وإعداد النفقة لكل من تلزمه نفقته إلى وقت الرجوع، ويرد ما عنده من الودائع ويستصحب من المال الحلال الطيب ما يكفيه لذهابه وإيابه من غير تقتير؛ بل على وجه يمكنه معه التوسع في الزاد والرفق بالضعفاء والفقراء، ويتصدق بشيء قبل خروجه، ويشتري لنفسه دابة قوية على الحمل لا تضعف أو يكتر بها، فإن اكترى فليظهر للمكاري كل ما يريد أن يحمله من قليل أو كثير ويحصل رضاه فيه "

وخلاصة القول: يُشترط لقبول فريضة الحج أن تكون كافة النفقات مكتسبة من مال حلال طيب، ولا يثاب الحاج ولا تطهر معاصيه وذنوبه ولا تُغفر له سيئاته إذا كانت نفقته خبيثة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق