إعداد: عاطف عبد الهادي
شهر عربي إسلامي كريم، أحد أشهر الله الحرم (ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب)، وأحد أشهر الحج الثلاثة (شوال وذو القعدة وذو الحجة)، وقد تمتع هذا الشهر العظيم بأحداث جليلة حوتها الأجندة الإسلامية بين دفتيها، وسوف نعرض لبعض تلك الأحداث في زمنٍ غاب فيه المسلمون عن تاريخهم وبَعُدوا فيه عن ثقافتهم وحضارتهم.. آملين أن يكون من سرد هذه الأحداث ذكرى وعظة وعبرة لنصل الحاضر بالماضي فيكون لأمتنا الرقي والعزة والسيادة كما كان ذلك من قبل.
صلح الحديبية
كان في ذي القعدة من سنة 6هـ، وفيها خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في ما يقرب من ألف وأربعمائة من الصحابة الكرام قاصدين مكةَ لأداء العمرة، فلما علم المشركون بذلك جمعوا أحابيشهم وخرجوا من مكةَ ليصدوا رسول الله وأصحابه عن العمرة من ذلك العام، فرجع رسول الله بعد أن صالحوه على أن يأتي العام القادم، ولا يُقيم أكثر من ثلاثة أيام، وعلى هدنة تكون بينهم وبينه صلى الله عليه وسلم لمدة عشر سنين، وعلى أن يردَّ رسول الله من قصده من الكفار مسلمًا، وألا يردُّوا هم من قصدهم من المسلمين كافرًا.
وعلى الرغم من جور المعاهدة إلا أن رسول الله قَبِلَها وقد حدث قبل الصلح أمر بيعة الرضوان، بعدما أُشيع أن عثمان قُتل، وكان رسول الله قد بعثه إلى قريش يُعلِمُهم أنه ما جاء لقتال أحد، وإنما جاء معتمرًا، وقد أثنى الله على المؤمنين وأنزل فيهم قرآنًا ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِيْنَ إِذْ يُبَايِعُوْنَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِيْ قُلُوْبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِيْنَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيْبًا﴾ (الفتح: 18).
عمرة القضاء
وكانت في العام السابع من الهجرة؛ حيث خرج رسول الله من المدينة معتمرًا، وسار حتى بلغ مكةَ فاعتمر وطاف بالبيت، وتحلَّل من عمرته، وتزوَّج بعد إحلاله بأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها.
حجة الوداع
وكان مبتدأ خروج الرسول الله- صلى الله عليه وسلم- من المدينة لأداء حجة الوداع في ذي القعدة من العام العاشر للهجرة، وكان ذلك مع جمعٍ من المسلمين كثير، صلَّى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر بذي الحليفة ركعتَين وبات بها، وأتاه آتٍ من ربه عز وجل في وادي العقيق يأمره أن يقول في حجته هذه: "حجٌّ في عمرة"، ومعنى هذا أن الله يأمره أن يُقرن الحج مع العمرة، فأصبح فأخبر الناس بذلك.
معركة الفِرَاض
وقعت في ذي القعدة سنة 12هـ بين المسلمين، وفي هذه الموقعة تمَّ تحالفٌ ثلاثيٌّ بغيضٌ بين مشركي العرب والروم النصارى والفرس المجوس ضد المسلمين، وانتصر فيها المسلمون بقيادة خالد بن الوليد- رضي الله عنه- على هذا التحالف الشرّ، والفِرَاض هي تخوم الشام والعراق والجزيرة من الجنوب الشرقي.
وقد قُتل من جيوش التحالف الرومي الفارسي العربي يومئذٍ مائة ألف قتيل، بإجماع المؤرِّخين؛ يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان: "واجتمعت عليه الروم والعرب والفرس، فأوقع بهم وقعة عظيمة، قُتل فيها مائة ألف!!".
فتح بيسان
تقع مدينة بيسان في القسم الشمالي من فلسطين في الزاوية الجنوبية الشرقية منه، وفي ذي القعدة سنة عام 13هـ= 634م فتُحت بيسان من قبل المسلمين على يد القائدين شرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، ثم احتُلت بيسان من قِبل الصليبيين بقيادة تنكرد، وتمكَّن بعدها القائد صلاح الدين الأيوبي من تحريرها بعد معركة حطين عام 582هـ= 1187م، وأعاد الصليبيون الكرة مرةً أخرى فاحتلوا المدن وتمكَّن السلطان الظاهر بيبرس من استعادتها، وفي عام 1516م دخلت بيسان تحت الحكم العثماني الذي دام حتى عام 1918م؛ حيث ازدهرت في هذا العهد.
خضعت المدينة بعد ذلك للانتداب البريطاني الذي مهَّد الطريق لاغتصاب فلسطين؛ حيث استولى اليهود على المدينة عام 1948وأطلقوا عليها اسم بيت شعان 13هـ.
فتح مدينة جلولاء
وفي 12 من ذي القعدة 16هـ= 7 من ديسمبر 637م تمَّ فتح جلولاء آخر معاقل الفرس، إثر معركة كبيرة بين المسلمين بقيادة هاشم بن عتبة والفرس الذين حلفوا بالنار أن لا يفروا أبدًا حتى يفنوا العرب والمسلمين، حيث هرب الفرس من المدائن إلى "جلولاء"، وأخذ يزدجرد يغدق عليهم بالإمدادات والأموال لقتال المسلمين، والجنود يقومون بحفر الخنادق حول معسكره، ولكن المسلمين اقتحموا عليهم خنادقهم، ودارت معركة من أعنف المعارك، وثبت المسلمون حتى كُتِبَ الله لهم النصر، وهرب "يزدجرد" مرةً ثانية؛ وفرَّ إلى الري.
وفاة أحمد بن طولون
وذلك في ذي القعدة سنة 270هـ= 883م، ويعد ابن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام والحجاز، وُلد في بغداد، وتلقَّى تعليمه بها، وتولَّى مصر سنة 254هـ، ونجح في أن يُقيم دولةً قويةً امتدت بعد وفاته، حيث تولى مصر من بعده أولاده، وقد بنى مسجدًا بمصر سماه باسمه أنفق على بنائه ما يقارب الـ120 ألف دينار، ويُعَدُّ مسجد ابن طولون الوحيد بمصر الذي غلب عليه طراز سامراء حيث المئذنة الملتوية المدرجة.
إعلان الخلافة الإسلامية بالأندلس
وذلك في ذي القعدة سنة 316هـ، بعد فترة كان حكام الأندلس الأمويون يخطبون لأنفسهم بالإمارة، فتلقَّب "عبد الرحمن بن محمد" بألقاب الخلافة، وتسمَّى الناصر لدين الله، ليوطِّدَ مركزه في داخل الأندلس وخارجها ويفرض هيبته في النفوس.
معركة ملاذ كرد
وفي ذي القعدة من العام 463هـ= الموافق 1071م وبالتحديد في شهر أغسطس نشبت معركة ملاذ كرد بين السلطان ألب أرسلان السلجوقي وجيش الروم بقيادة رومانوس الرابع، وقد حقَّق المسلمون في هذه المعركة نصرًا هائلاً، وتُعدُّ هذه المعركة من المعارك الفاصلة في التاريخ؛ حيث قضت على نفوذ الروم في كثير من مناطق آسيا الصغرى، ومهَّدت للحروب الصليبية.
ولاية سيف الدين قطز ووفاته
وفي ذي القعدة 657هـ= الموافق 1 من نوفمبر 1259م كانت ولاية السلطان قطز عرش مصر، وقد استمرت فترة حكمه سنةً واحدةً، نجح خلالها في إلحاق أقسى هزيمة بالمغول في عين جالوت، وصدّ غاراتهم الهمجية، وطردهم من الشام، وفي طريق عودته إلى مصر، قتله زملاؤه من المماليك بعد أن سجَّل اسمَه بين كبار القادة المسلمين.
وفي ذي القعدة من العام الهجري اللاحق 658هـ والموافق 23 من أكتوبر 1260م قُتِل سيف الدين قطز أثناء عودته إلى القاهرة بعد انتصاره على التتار في معركة عين جالوت.
وفاة ابن النفيس
وفي ذي القعدة 687هـ= 23 من ديسمبر 1288م توفي العالم الطبيب العربي الشهير بـ"ابن النفيس"، واسمه: أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي، المعروف بعلاء الدين بن النفيس، أحد مشاهير الطب في التاريخ الإسلامي، وُلد في مدينة دمشق سنة 607هـ وبها نشأ وتعلَّم، ثم رحل إلى القاهرة وبها ذاعَ صيتُه وأصبح عميدَ البيمارستان، وهو مكتشف الدورة الدموية قبل "هارفي".. تُوفي بالقاهرة عن عمر يناهز الثمانين عامًا.
ومما قيل فيه إنه كان وقورًا، ذا هيبة واحترام، دمث الأخلاق، لطيف المعاملة، ذا مروءة وورع، لا يحجب عن الإفادة ليلاً ولا نهارًا، وكان متدينًا ورعًا يخشى الله في جميع أعماله وتصرفاته، وقد رُوي عنه أنه في علَّته التي تُوفِّي بها أشار عليه بعض أصحابه الأطباء بتناول شيء من الخمر، إذ كان صالحًا لعلته، على ما زعموا، فأبى أن يتناول شيئًا منه، وقال: لا ألقى الله تعالى، وفي بطني شيءٌ من الخمر.
ابن تيمية إلى جوار ربه
في 26 من ذي القعدة 728هـ توفي أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله، تقي الدين أبو العباس، الملقب بشيخ الإسلام، وُلد في 661هـ هو أحد علماء المسلمين، ولد في حران وهي بلدة تقع في الشمال الشرقي من بلاد الشام في جزيرة ابن عمرو بين دجلة والفرات، وحين استولى المغول على بلاد حران وجاروا على أهلها انتقل مع والده وأهله إلى دمشق سنة 667هـ، فنشأ فيها وتلقَّى على أبيه وعلماء عصره العلوم المعروفة في تلك الأيام.
كانت أمه تسمَّى تيمية وكانت واعظةً فنُسِبَ إليها وعُرف بها، وقدِم مع والده إلى دمشق وهو صغير، وقرأ الحديث والتفسير واللغة، وشرع في التأليف من ذلك الحين، بَعُدَ صيته في تفسير القرآن، وانتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، وكان من مذهبه التوفيق بين المعقول والمنقول.
وفاة الألوسي صاحب التفسير
وفي ذي القعدة أيضًا من العام 1270هـ= 19 من أغسطس 1854م تُوفي العالم الجليل أبو الثناء شهاب الدين محمود الألوسي، أحد أئمة العلم في القرن الثالث عشر الهجري، وُلد في بغداد وتعلَّم بها، وجلس للتدريس وأقبل عليه الطلاب من كل مكان، ترك مؤلفاتٍ كثيرةً، أهمها التفسير المعروف بـ(رُوح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني).
أول ظهور لمجلة النهضة النسائية
وفي اليوم العاشر من ذات الشهر من العام 1339هـ الموافق 16 من يوليو 1921م أصدرت السيدة "لبيبة أحمد"- أول مسئولة لقسم الأخوات بجماعة الإخوان المسلمين- مجلة (النهضة النسائية)، وكانت مجلةً نسائيةً شهريةً اجتماعيةً يغلب عليها الطابع الإسلامي، ولها بصماتها في قضايا المرأة، واستمرت هذه المجلة في الصدور سنوات طويلة.
وكان ظهورها على أثر تأسيس الاتحاد النسائي سنة (1342هـ= 1923م) بزعامة هدى شعراوي فتحولت سيرة النهضة النسائية بمصر إلى الطابع السياسي، وتأثرت بالأفكار الأوروبية، فرأت لبيبة أحمد أن هذا لا يعبر عن السواد الأعظم من النساء المصريات فأسست "جمعية نهضة السيدات المصريات" وهي جمعية ذات طابع اجتماعي أخلاقي، تهتم بتحسين المستوى الخلقي والديني المستمد من الشريعة الإسلامية، وتهدف إلى زيادة فرص التعليم أمام الفتيات، ومحاولة جعله إجباريًّا في المراحل الأولى، بالإضافة إلى العناية بأحوال الطبقة العاملة المصرية، وتشجيع الصناعات الوطنية والتجارة المحلية.
وكان لهذه الجمعية مجلة تنطق باسمها عُرفت بمجلة النهضة النسائية، ظلت تصدر عشرين عامًا حتى توقفت سنة (1361هـ= 1942م) وكانت لبيبة أحمد تكتب افتتاحياتها التي دارت حول إصلاح المرأة وترقيتها وتعليمها والحجاب والسفور ومناهج التربية في مدارس الفتيات، وكان يشارك في تحريرها مجموعة من كبار الكتاب من أمثال الرافعي وشكيب أرسلان وفريد وجدي ومحب الدين الخطيب.
العلامة أحمد شاكر في ذمة الله
وفي 26 من ذي القعدة 1377هـ الموافق 14 يونيو 1958م توفِّي الأستاذ أحمد شاكر أحد أعلام الثقافة والأدب العربي في القرن العشرين؛ حيث عمل بالقضاء حتى وصل إلى نائب رئيس المحكمة الشرعية العليا بمصر، وساهم في نشر كتب الأدب واللغة، مثل: كتاب "الشعر والشعراء" لابن قتيبة، و"لباب الآداب" لأسامة بن منقذ، و"المعرب" للجواليقي.
وفاة الفريق طيار/ عبد المنعم عبد الرءوف
وفي ذي القعدة من العام الهجري 1405هـ= الموافق 31 من يوليو 1985م كانت وفاة الفريق عبد المنعم عبد الرؤوف أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين في تنظيم الضباط الأحرار المشاركين في ثورة يوليو.
وُلد عبد المنعم عبد الرءوف في مايو 1914 بالقاهرة، وتخرَّج في الكلية الحربية عام 1938م، وعمل طيارًا في سلاح الطيران.
وقد لعب دروًا كبيرًا في الحياة السياسية المصرية، خاصةً قبيل وأثناء ثورة يوليو 1952م، وكان من تنظيم الضباط الأحرار.. أطلق عليه زملاؤه لقب "منعم الأسد" لإعجابهم بشجاعته وجرأته.
حُكِمَ عليه بالإعدام، لكنه هرب إلى لبنان، ومنها إلى الأردن حتى عام 1959م، ثم انتقل إلى تركيا وأقام بها حوالي ثلاث سنوات، ثم رجع إلى لبنان عام 1962م وظل مقيمًا بها طوال فترة غيابه عن مصر.
عاد إلى مصر يوم 12/9/1972م، وكان في استقباله بالمطار وزير الداخلية ممدوح سالم، وقابل الرئيس أنور السادات يوم 2/11/1972م بمنزله بالجيزة، وصدر بعدها قرار جمهوري بإلغاء حكم الإعدام الصادر ضده عام 1954م في عهد عبد الناصر.
وبقي مقيمًا في مصر لم يغادرها إلا لأداء فريضة الحج عام 1978م، وبعدها أُصيب بشللٍ نصفي ونُقل إلى مستشفى المعادي، ثم أمر الرئيس السادات بنقله للعلاج في فرنسا؛ حيث أُجريت له عمليةٌ جراحيةٌ هناك، ثم عاد إلى مصر، وعاش معاناةً طويلةً مع المرض حتى وفاته التي كانت يوم الأربعاء 31/7/1985م.
وفاة صاحب (فقه السنة)
وفي 23 من ذي القعدة 1420هـ= الموافق 27 من فبراير 2000م تُوفِّي الشيخ سيد سابق أحد أعلام الفقه في القرن الرابع عشرالهجري.
وُلد في إسطنها بمحافظة المنوفية بجمهورية مصر العربية، وقد حفظ القرآن الكريم وجوَّده في كُتَّاب القرية، وأكمل مراحل التعليم الأزهري حتى حصل على العالمية من كلية الشريعة سنة 1366هـ= 1947م، وتولَّى وكالة إدارة المساجد بوزارة الأوقاف المصرية، ودرس في جامعتي الأزهر وأم القرى، وله من المؤلفات ما يربو على عشرة كتب، من أبرزها كتابه الموسوعي (فقه السنة) على أثر تكليف الإمام الشهيد حسن البنا- الذي قدَّم للكتاب- للشيخ سيد بعمل كتابٍ ميسَّر يجمع بين الحكمة والفقه ويتعرف من خلاله عامة الناس على شئون دينهم وأحكامه، وقد تُرجِم إلى عدة لغات أجنبية، ومنحته الحكومة المصرية نوط الامتياز من الطبقة الأولى، وحصل على جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية.
وفاة الهضيبي المرشد السادس للإخوان
وفي ذي القعدة 1424هـ= 9 من يناير 2004م كانت وفاة المرشد السادس للإخوان المسلمين المستشار مأمون الهضيبي وانتخاب الأستاذ محمد مهدي عاكف 14/1/2004م مرشدًا، وقد تُوفي الهضيبي عن عمر يناهز الثالثة والثمانين من عمره، وهو ابن المرشد الثاني للجماعة المستشار حسن الهضيبي، رحمهما الله تعالى.
حصول مرشحي الإخوان في انتخابات 2005 على 88 مقعدًا
وذلك في 7 من ذي القعدة 1426هـ= 8 ديسمبر 2005م؛ حيث حصل مرشحو الإخوان بمصر على 88 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية المصرية التي جرت على ثلاث مراحل، وهو ما جعلهم القوة المعارضة الرئيسية في مجلس الشعب (البرلمان)، جاء فوز الإخوان بهذا العدد على الرغم مما شاب عملية الانتخابات من تدخلاتٍ أمنيةٍ وغلق بعض اللجان، بشهادة المراقبين والقضاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق