زواري

من أنا

صورتي
أنا المدلل الغارق في آلاء الله ونعمه , قليل الشكر كثير الذنب , أحب الله جدا ولكن المعاصي لم تدع لي وجها أقابل به ربي وليس لي إلا أن أطمع في رحمة ربي الواسعة لعله يقبلني . وأنا واقف بالباب لن أبرحه فليس لي غيره.

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

الجدل في القرآن الكريم ( 1 )

الجدل في القرآن الكريم ( 1 )
من دروس علوم القرآن .
يدور الجدل في أصله اللغوي على معاني القوة والصلابة وشدة البأس
والجدْل بمعنى الفتل – كما جاء في اللسان - ويقال: جدَل الشيءُ؛ أي قوِي، وجدل خصمَه: صرعه على الجدالة؛ أي الأرض، وكان من ذلك أن جادله بمعنى ناقشه وخاصمه، وأنَّ الجدل شِدَّة الخُصومة والقُدرة عليها.
وهذا المعنى اللغوي هو المقصود تماما حيث إن الخصم يريد أن يفتل منافسه ويلويه ليقوي به رأيه .
كما أنه يريد أن يصرعه ويغلبه ولكن بالحجة والبرهان .
والجدل إذًا ضرْبٌ من الخُصومة والمغالبة بالحُجَّة، يثور بين المتجادلين في قضيَّة ليسوا فيها على رأْيٍ واحد، فيحاول كلٌّ أن تَكونَ له الغلبةُ فيه والانتصار بِما يُدْلِي به من حُجج، ويصطنع فيه من وسائل الإقناع؛ مثلهما كمثل المصطرعين، لا يزال كلاهما بصاحبه يعالج مقاومته حتى ينتصر عليه، ويلقي به على الأرض واهنًا مخذولاً.
كأن الجد هو المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة .
والله- عز وجل – يؤدب عباده في شخص رسوله الكريم بما يكفل للجدل أن يصل إلى الحقيقة التي دعتهم إليه، فيقول سبحانه: {
( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هو أحسن ) النحل 125.
- والحق يعرض من قبل الرسول والدعاة على الناس فمنهم من يقبل الحق ويتبعه .
ومنهم من يشك ويتردد , ومنهم من يجادل بالباطل ليدحض به الحق ؛ فهذا لابد أن يقارع بالحجة ويغالب بالبرهان والدليل .
- والجدل منه المحمود ومنه المذموم :
فالأول : مثل : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هو أحسن ) النحل 125.
وهذا للرسول نفسه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين .
وللمؤمنين عامة : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ) العنكبوت 46 .
والثاني وهو الجدل المذموم :
جدال الكفار بغرض المعاندة والمكابرة .( وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق )غافر الآية 5.
وجدال المرء من أجل الهوى والانتصار للرأي , وإكساب القلوب العداوة والبغضاء بدلا من المحبة والإخاء .
وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنه :
**أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ‌.‌
تخريج السيوطي‌ عن أبي أمامة‌.‌
تحقيق الألباني
‌(‌حسن‌)‌ انظر حديث رقم‌ :‌ 1464 في صحيح الجامع‌ .‌

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق