مصطلح الحديث :
تعريفه : "هو علم بأصول وقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول والرد" .
السند "هو الطريق الموصلة إلى المتن -يعني رجال الحديث- وسموا بذلك لأنهم يسندون الحديث إلى مصدره"
المتن "هو ما انتهى إليه السند من الكلام .
والحديث إما متواتر وإما آحاد .
فالمتواتر :
هو ما نقل عن عدد من الرواة يحصل العلم بصدقهم ضرورة بأن يكونوا جمعا ، لا يمكن تواطؤهم على الكذب ، يروونه عن مثلهم عن مثلهم إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم". والأحاديث المتواترة قليلة طبعا لدقة هذا الشرط .
ولهذا كان مفيدا للعلم الضروري ، ويجب العمل به واختلفوا في تحديد هذا العدد: فمن قائل أربعة ، ومن قائل سبعة ، ومن قائل عشرة ، ومن قائل سبعين , ولم يجمع أهل الفن على عدد معين .
والمتواتر قسمان :
لفظي: وهو ما تواتر لفظه.
ومعنوي : وهو ما تواتر القدر المشترك فيه . وللأول أمثلة كثيرة منها:
ـ حديث (من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار). رواه نحو المائتين.
ـ وحديث المسح على الخفين. رواه سبعون. ـ وحديث رفع اليدين في الصلاة. رواه نحو الخمسين.
ومن أمثلة الثاني: أحاديث رفع اليدين في الدعاء. . وقد روي عنه "صلى الله عليه وسلم" نحو مائة حديث فيها: رفع يديه في الدعاء, ولكنها في قضايا ومواضع مختلفة , فكل موضع منها لم يتواتر ، ولكن القدر المشترك وهو: رفع اليدين في الدعاء تواتر باعتبار المجموع.
الآحاد : وهو ما لم يتوفر فيه شرط التواتر السابق.
وينقسم من حيث القبول والرد إلى :
1 - الحديث الصحيح : هو ما اتصل سنده ، بنقل العدل الضابط عن مثله ، مع السلامة من الشذوذ والعلل.. . ويحتج به ويجب العمل به .
2 - الحديث الحسن :
هو : ما اتصل إسناده بنقل عدل قل ضبطه عن الصحيح غير شاذ ولا معلل .
وخلاصة الأقوال جميعا : أنه أقل من الصحيح ، وفوق الضعيف.
قال الشيخ تقي الدين بن تيمية : (أول من عرف أنه قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف أبو عيسى الترمذى , ولم تعرف هذه التسمية عن أحد قبله. وقد بين أبو عيسى مراده بذلك: فذكر أن الحسن مما تعددت طرقه. ولم يكن فيهم متهم بالكذب ، ولم يكن شاذا ، وهو دون الصحيح الذي عرف عدالة ناقليه وضبطهم).
وأما من قبل الترمذي من العلماء ، فما عرف عنهم هذا التقسيم الثلاثي ، لكن كانوا يقسمونه إلى : صحيح ، وضعيف. والضعيف كان عندهم نوعان:
ـ ضعيف ضعفا لا يمتنع العمل به , وهو يشبه الحسن في اصطلاح الترمذي.
ـ وضعيف ضعفا يوجب تركه.. وهو الواهي. انتهى .
• وجمهور المحدثين ، وعامة الفقهاء على أن الحسن كالصحيح في الاحتجاج به ، وإن كان دونه في القوة .
3 - الحديث الضعيف : هو ما لم تتوفر فيه شروط الصحيح ولا الحسن . وله أقسام ومسميات .
فوائد :
إذا صح الحديث فقد وجب العمل به ، وإن لم يخرجه الشيخان ، ولا يترك العمل به لرأي ولا تقليد إمام ولا يوهم إجماع .
الحديـث والخبـر والأثـــر :
تدور هذه الألفاظ الثلاثة على ألسنة المحدثين ، والمشتغلين بهذا الفن ، والمتصلين به .
ـ ومنهم من يعتبرها بمعنى واحد : وأنها جميعا ما أضيف إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" قولا أو فعلا أو تقريرا أو صفة.
ـ وقيل: الحديث: ما جاء عن النبي "صلى الله عليه وسلم" خاصة , والخبر: ما جاء عن غيره , والأثر: ما روي عن صحابي أو تابعي .
ـ وقيل : بين الحديث والخبر عموم وخصوص مطلق .. فكل حديث خبر ، وليس كل خبر حديث.
ولعل خير ما يقال في هذا الشأن: إن الحديث إذا أطلق هكذا انصرف إلى ما أثر عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" خاصة ، وأن الخبر والأثر ينصرفان إلى هذا المعنى بالقرينة المميزة مع صحة إطلاقها على غير الحديث من الأخبار والمرويات عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم.
ومعلوم أن السنة هي فعل النبي "صلى الله عليه وسلم" أو قوله أو إقراره.
• بدأ وضع الحديث والكذب بعد مقتل خليفة المسلمين عثمان ذي النورين رضي الله عنه , والفتنة التي زلزلت الأمة بين الصحابيين الإمام علي وسيدنا معاوية رضي الله عنهما .
• وصار ثمة أحزاب سياسية , وفرق دينية , والكل أرد أن ينتصر لمذهبه بأحاديث ينسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
• كما تأول بعضهم نصوص القرآن الكريم حسب مشاربهم وأهوائهم ( كما فعل الشيعة) .
• كما دخل في الوضع القصاص والخطباء .
• وسار على نهجهم أولئك الذين أرادوا أن يشعروا الناس بعظمة القرآن وقيمته لما رأوا إنشغال الناس بالمغازي , وبشؤونهم الخاصة .
ولكن الله – تعالى - قيض لهذا العلم رجالا حفظوه فأسسوا لعلم الرجال والجرح والتعديل , والإسناد حتى وصل تراث نبينا إلى الأمة من بعده سالما نقيا , وصدق الله العظيم {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9 .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين . والحمد لله رب العالمين .
الأحد، 26 يوليو 2009
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)